الجمعة، 16 يوليو 2021

"خبايا القدر"

 ~إى يا ماما الدوشة اللى برا دى 

-مش عارفة ي ندى لما اقوم اشوف مالبلكونة

لحظات وجاءت الام ووجهها يعلوه الفرحة و الحيرة معاً..

~مالك يا ماما طلع فى اى!!

-دا محمد السعيد رجع ..!

بُهِتت ندى وحاولت ان تبدو صامدة غير متأثرة فقالت:بجد طب كويس عشان ميسبش اخته لوحدها يوم فرحها

فضّلت الام أن تتركها وحدها حتى تستجمع نفسها من جديد فقالت:هروح اشوف الاكل ال عالنار

كان الدم يهرب من وجه ندى وتوترت اطرافها وارتعش داخلها وتذكّرت...

-فلاش باك-..

~محمد متمشيش وتسيبنى..

*ياريته بإيدى يا ندى ، انتى عارفة إنه غصب عنى

~طب وانا؟!

*انتى اى؟

~مفكرتش فيا!! مخوفتش تبعد عنى ويعدى شهور وسنين متشوفنيش!! 

*ندى انتى كدا بتصعبيها عليا اكتر ما هى صعبة ، انا مضطر اسافر دى فرصة مش هتتكرر تانى محتاج اجمّع فلوس عشان أكون نفسى و نقدر نتجوز

~ممكن تجمّع الفلوس دى وانت هنا بردو مش لازم سفر مش لازم غربة وبُعد ، وبعدين هتسيبنى لوحدى فى سنة تخرّجى ، مش هتشاركنى فرحتى بالتخرّج !

*النت مخلاش في حاجة اسمها غربة صدقينى هشاركك وهكون معاكى فيديو كول بس انتى اتخرجى بس 

~وبأى حق هتشاركنى!

*حق انى خطيبك ولا نسيتى!!

~بس انا مش هكمل..

*لا انتى اتجننتى بقا 

~من اول مرة دخلت فيها بيتنا قلتلك انا مبقدرش اعيش لوحدى ، وخصوصا بعد بابا الله يرحمه ، قلتلك ان مهما حصل متسافرش لوحدك ولا انا هسافر لوحدى ، ودايما لازم نكون مع بعض ، وساعتها انت معترضتش ، جاى دلوقتى وبتخل باتفاقنا عادى كدا بكل سهولة .. بالسهولة دى هنت انا عليك !

*لا يا ندى مهونتيش ولا حاجة وبعدين انتى بتحبينى وجدا كمان وهتستحملينى ف غيابي والله م هطوّل اوعدك سنتين مش اكتر .. ارجوكى

خلعت ندى دبلتها والدموع تجرى على خدّيها..:آسفة مش هقدر ..

أمسكت يده وفتحتها ووضعت بها الدبلة واغلقت عليها واحتضنت يده بيديها بقوة ونظرت لعيونه وقالت :خلى بالك على نفسك..

 تركت يده وذهبت حاول محمد ان يوقفها ولكنها لم تستجيب .. 

مرت ثلاث سنوات وأربعة أشهر ويومان على سفرِه كانت ندى تحسب الايام منذ رحيله وتبكى ، وتخرّجت ندى بتقدير جيّد فقط على غير عادتها ، تهافت عليها الشباب طالبين الزواج منها .. ولكنها كانت ترفض وترفض فهو فى الواقع قد سافر ولكن فى الحقيقة هو مقيم بقلبها ، وحتى السنوات الطوال لم تستطع طرده منها .. حاول ان يتواصل معها كثيرا ولكنها كانت دائما تقفل في وجهه كل ابواب التواصل كما قفل هو باب وجوده فى وجهها .. كانت تعاقب نفسها قبله ، نفسها التى احبته لدرجة الادمان منذ أن أدركت معنى الحب .. ولكن هذه هى ضريبة الحب !

افاقت من شرودها على صوت الزغاريد الآتية من منزله ، فتحت نافذتها المطلة على غرفته قليلا بهدوء وحذر .. رأت أمل أخته تفتح النافذة ليدخل لغرفته الضوء والهواء ، لتدخلها الحياه من جديد ، دخل غرفته وما إن رأته حتى وقع قلبها من مكانه وتسارعت أنفاسها جدا ورُغما عنها فرِحَت ولمعت عيناها أخيرا بعد سنوات من الانطفاء .. نظر هو الآخر على نافذتها في حنين وشوق إليها ولكنه لم يراها ..

خرجت ندى لأمها بغير وعى لتقول : ماما انا موافقة ان ابن طنط سهير يجى يتقدم اتفقى معاها على معاد وعرفي خالو وقوليلي ..

قالت امها برفق: يا ندى يا حبيبتى انتى فكرتى كويس فالموضوع دا ولا عشان محمدرجع فبتعادنى نفسك وبتنتقمى منه!!

أخفت ندى كل صراعاتها الداخلية بامتياز لتكذب قائلة :محمد دا ماضى بالنسبالى هو خرج من حياتى وقلبي فاليوم ال هرج فيه من بيتنا وهو واخد معاه دبلتى ومقرر يسافر ويسيبنى اطمنى ..

قالت الام: ماشي يا ندى هحاول اصدقك منا بردو عاوزة افرح بيكى دا انتى اللى حيلتى❤

...

فى فجر اليوم التالى وقفت ندى فى شرفتها كعادتها تردد وراء المؤذن فرأته خارج ليصلي ونظر إلى شرفتها كما كان معتادا أيضا ورآها...

لما رآها أحس بندم السنوات الفائتة كله دفعة واحدة .. أطال النظر وكان الشوق سيد الموقف .. هدأت ميكروفونات المساجد وساد الصمت المحفوف بهمس لغة العيون 

أنقذت نفسها اخيرا من بحر عيناه التى كادت ان تغرق به من جديد وجرت للداخل لتؤنب نفسها على تلك النظرة الطويلة .. صلت الفجر واستغفرت ربها كثيرا ودعته أن يصرف عنها حبه وأن يقدّم لها الخير مع ذاك العريس الذى سيتقدم ..

وسار هو للمسجد داعيا ربه ان يجمعهما سويا من جديد...


...يُتبَع...

#رأيكم_عشان_اكمل✌🌟😌❤

الكاتبة/ تقي 

هناك تعليق واحد:

أفولك لعامين

《أَفُولك لعامين》 مرحبًا رفيقي السَيِّد جاز علينا عامين ونحن مُلْغِزان فها هو العام الدراسي الثاني ونحن وَاتَرَنا مُبْهَمان فرَّقتنا المذاهب ...